وحدات حماية المرأة YPJ:
إن ما يميز ثورة روج آفا عن الثورات العالمية الأخرى هي مشاركة المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في الدفاع عن الأرض والكرامة بهويتها الخاصة، وهذا ليس بجديد على المرأة الكردية التي عرفت عبر التاريخ بقوتها وشجاعتها، ومع اندلاع شرارة الثورة في روج آفا عام (٢٠١١), بادرت المرأة الكردية لتتبوأ مكانتها الحقيقية فيها وبدأت نضالها لأول مرة ضمن صفوف (YXG) ( وحدات الحماية الذاتية الشعبية) في مجموعات صغيرة، واستمرت هذه المجموعات النسائية بتنظيم ذاتها بشكل خاص بين القوات العسكرية.
تحول اسم وحدات الحماية الذاتية الشعبية إلى وحدات حماية الشعب (YPG) /١٩ تموز ٢٠١٢/ ومع ازدياد عدد المنتسبات للوحدات النسائية الأمر الذي جعلتها تخطو خطوتها الأولى نحو بناء كتائب مستقلة ، في أقاليم الجزيرة والفرات وعفرين، فكانت كتيبة الشهيدة روكن التي تأسست بتاريخ / 13 شباط 2013/ في إقليم عفرين هي أول كتيبة للمقاتلات وكانت بقيادة روكسان عفرين التي ارتقت إلى مرتبة الشهادة فيما بعد، ومن ثم تعاقبت تشكيل الكتائب واحدة تلو الأخرى، في /9 آذار 2013 / تم تشكيل كتيبة عدالت في مدينة قامشلو، أما في مدينة كوباني فقد تم تأسيس كتيبة الشهيدة دجلة بتاريخ /24 آذار2013/ وبعد ذلك تم تأسيس كتيبة الشهيدة زوزان في مدينة ديرك وبرجم في مدينة درباسية، من خلال هذا التمأسس وصلت المرأة الكردية في روج آفا إلى مستوى عالي من الوعي والإدراك لوجودها لتُكَوِّن ذاتها بفلسفة الحرية والنضال، وقد أصبحت خير مثال للمرأة المناضلة والمقاومة في جميع أرجاء العالم.
الكونفرانس التأسيسي لوحدات حماية المرأة YPJ:
في / 4 نيسان 2013/ انعقد الكونفرانس التأسيسي لنساء روجافا سوريا في مدينة ديرك(مالكية ) وتم الإعلان و بشكل رسمي عن تأسيس وحدات حماية المرأة ((YPJ التي كانت نتاج ميراث آلاف السنين من النضال لأجل تحرير المرأة من العبودية المفروضة عليها من قبل السلطة الذكورية والوصول بها إلى رحاب الحرية والاستقلال بكيانها الخاص من أجل أن تعبر عن ذاتها وأفكارها وتطلعاتها ولعب دورها في بناء مجتمع تسوده الحرية والعدالة والمساواة.
أهداف وحدات حماية المرأة YPJ:
تناضل المرأة في وحدات حماية المرأة على أسس براديغما المجتمع الديمقراطي، الآيكيولوجي وحرية الجنسين وتتخذ نهج الدفاع المشروع في التصدي لكل الهجمات التي يتعرض لها المجتمع والمرأة, وتكافح ضد النظام البطرياركي الدولتي المترسخ منذ خمسة آلاف عام والمغتصب للقيم الاجتماعية ، كما تهدف وحدات حماية المرأة لبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية تعددية وتناضل لتغيير نظام التجيش ذو الفكر الذكوري السلطوي ونظامه الجنسوي الدينوي والقوموي والعلموي وهي القوة المشروعة، الحامية، الحاضنة للمرأة في شمال وشرق سوريا.
كما أنها تعمل للارتقاء بتعميم مبادئ الحماية ودعمه في جميع جوانب الحياة و الذي هوالهدف الأساسي الذي تتخذه وحدات حماية المرأة على عاتقها في مسيرتها النضالية وذلك من خلال تجريم جميع أشكال العنف الذي يمارس ضد المرأة وهذا ما شهدته الأعوام الماضية،بتصديها لشتى الهجمات التي تعرضت لها المنطقة، حيث شاركت في حمايتها وتحريرها من تنظيم داعش ووفرت الدعم والحماية للمدنيين ولاسيما المرأة وظهر ذلك جليا في المعارك التي خاضتها في شمال وشرق سوريا.
كما اجتازت النساء في صفوف وحدات حماية المرأة جميع العوائق والحدود المرسومة في عقول الفرد وتخطت الهويات القوموية والطائفية والعرقية والمذهبية لتدافع عن كل النساء ومن كل المكونات بغض النظر عن هويتهم ولغتهم ودينهم ومعتقداتهم و آرائهم السياسية، واستطاعت خلق هوية مشتركة لجميع نساء الشمال السوري. وحاربت الفكر العنصري الذي حاول اجتثاث روح الإنسانية وخلق الفتن بين الشعوب وحافظت على العلاقات الودية بين أطياف المجتمع.
لم يتوقف نضال وحدات حماية المرأة في سوريا فقط، بل دخلت معارك تحرير أخوتها الإيزيديات اللواتي تعرضنّ لكافة أنواع السبي والعنف الجسدي على يد داعش بعد دخول هذه الأخيرة إلى شنكال، فكانت لوحدات حماية المرأة الدور البارز في تحرير شنكال من تنظيم داعش الإرهابي. بالإضافة إلى كل هذه الإنجازات، كان لوحدات حماية المرأة طابعاً بارزاً على الساحة الدولية من خلال العمل الدبلوماسي بهدف إلقاء الضوء على قضيتها الوطنية وكذلك لفت انتباه العالم والنساء للوحدة والاتحاد حول مبادئ ترسيخ وإرساء السلام في المنطقة والعالم.
1- انضمت وحدات حماية المرأة الى قوات سوريا الديمقراطية (QSD) في /10 تشرين الأول 2015/ وأصبحت من المكونات الأساسية لهذه القوات التي تهدف إلى تحرير سوريا من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وبناء مجتمع حر يسوده نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي .
الحملات التي شاركت فيها وحدات حماية المرأة:
شاركت مقاتلات وحدات حماية المرأة في كافة حملات التحرير والتي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.ولعبت دوراَ ريادياَ في تحرير الأراضي من براثن الإرهاب، حيث أثبتت نفسها وبجدارة بحيث تم تحرير 52 ألف كم2 من أراضي سوريا وإنقاذ ما يقارب 5 ملايين نسمة من سكان شمال وشرق سوريا ,هذا وتم تحرير ما يقارب 700 امرأة وطفل إيزيدي من الإرهاب المتمثل بداعش بعد مقاومة دامت ما يقارب خمس سنوات . حيث ارتقت أكثر من 752 مقاتلة إلى مرتبة الشهادة فيما أصيبت بجراح متفاوتة أكثر من 3000 مقاتلة في سبيل حماية قيم المجتمع وكرامته.
الحملات كانت كالتالي:
– تحرير الإيزيديين في مدينة شنكال وريفها وحماية الممر الإنساني الآمن و مقاومة الجزعة وربيعة في فصل الصيف و الخريف من عام (2014).
حملة الشهيد روبار قامشلو أيار 2015 ولغاية 10 تموز 2015.
– حملة تحرير مقاطعة كوباني ما بين 15 أيلول 2014 و 26 كانون الثاني 2015.
-حملة تحرير تل حميس و تل براك في شباط 2015.
– حملة تحريرجبل كزوان وقرى تل تمر،مبروكة،سلوك،كريسبي “تل أبیض” عین عیسى،في 2015.
– حملة تحرير صرين في أيلول 2015.
– حملة تحرير الهول تشرين الاول و لغاية تشرين الثاني 2015.
-حملة تحرير سد تشرين 2015.
– حملة تحرير الشدادي في شباط 2016.
– حملة غضب الفرات شباط 2016.
– حملة تحرير جنوب شرق جبل كزوان في أذار 2016.
– حملة تحرير منبج في الفترة الممتدة من حزيران وحتى أب 2016.
– حملة غضب الفرات مرت بأربع مراحل. حيث بدأت في تشرين 2016 و في أيار 2017 تم تحرير الطبقة, في تشرين الاول 2017 تم تحرير الرقة .
– حملة عاصفة الجزيرة بدأت في 2017 و انتهت في أذار 2019 وتم تحرير كامل الاراضي الواقعة شرق الفرات من ارهاب داعش.