إلى شعبنا والرأي العام!
إن أيديولوجية الدولة التركية الفاشية و المحتلة القائمة على القتل و المجازر، تستهدف ثورة حرية المرأة بهجماتها الإرهابية ضد المرأة من القيادات والمقاتلات. وهذه الهجمات هي هجمات سياسية وتقوم على مفهوم الإنكار والإمحاء. فإن الدولة التركية، التي تحكمها سياسات إدارة الحرب الخاصة، تنتقم لهزيمة داعش. إن القيادات اللاتي كن طليعات في خوض القتال ضد داعش سمع به العالم أجمع، فقد تركن بصمتهن في التاريخ وأصبحن شرف كل الشعوب المحبة للحرية، يتم استهدافهن عمداً من قبل الدولة التركية بوحشية.
بتاريخ 11 فبراير 2024، نفذت طائرات مسيرة تابعة للدولة التركية المحتلة والفاشية هجوماً غير مبرر على فدراسيون جرحى الحرب لإقليم شمال و شرق سوريا، وفي هذا الهجوم استشهدت رفيقاتنا القياديات صورخوين روجهلات وآزادي ديريك. نستذكر شهيداتنا البطلات و ننحني باحترام إجلالاً لأرواحهم الطاهرة. بداية نتقدم بأحر التعازي لعائلتي القيادية صرخوين روجهلات وآزادي ديريك، ولجميع أبناء شعبنا الوطني، وللنساء الثائرات والمناضلات، ولرفاق أبطال الحرية. ونعد رفاقنا وكل أبناء شعبنا بأن دماءهم لن تذهب هدراً. وسيكون انتقامنا هو واجبنا ومسؤوليتنا الأساسية تجاههم.
فتحت القيادية صورخوين (فاطمة ساكن) عينيها على الحياة في مدينة ماكو شرق كردستان عام 1985 ضمن عائلة تتمتع بثقافة المقاومة الوطنية. القيادية صورخوين من عشيرة جلالي التي رفعت راية الانتفاضة ضد الغزاة ولم تستسلم حتى يومنا هذا. أشخاص مثل شيرين ألمهولي وزينب جلاليان كانوا ينحدرون من ثقافة المقاومة هذه، وحتى اليوم، فقد بنت القيادية صورخوين شخصيتها على العصيان التاريخي للمرأة الكردية ذات الموقف الوطني والمقاوم في كل لحظة من حياتها من أجل حرية المرأة وشعبها بدون تردد.
في عام 2014، عندما بلغت وحشية داعش في مدينة كوباني ذروتها، توجهت شابات من شمال وجنوب وشرق كردستان إلى روج آفا و قمن بتسطير ملاحم بطولية في مدينة كوباني. وترددت أصداء مقاومة الرفيقة صورخوين وجميع مقاتلات وحدات حماية المرأة في كافة أنحاء العالم. وعلى هذا النحو خرجت النساء إلى الساحات وذهبت المئات من النساء الأمميات إلى روج آفا كردستان.
لقد زرعت القيادية صورخوين الرعب الكبير في قلوب الأعداء بتكتيكاتها الغنية المتنوعة والشجاعة وبسالتها في المعارك ضد داعش. وبهذه الطريقة أصبحت الرفيقة صرخوين رائدة في حرب كوباني، و بهذا وجد أهالي كوباني قياديتهم الشجاعة وابنتهم صورخوين.
أصيبت القيادية صورخوين بجروح خطيرة أثناء مقاومتها لظلام داعش وضحت ببصرها لحماية شعبها. وعلى الرغم من أن الرفيقة صورخوين أصيبت بجروح خطيرة، إلا أن تقييم القائد APO يقول؛ “الرفاق جرحى الحرب هم شهدائنا الأحياء” أخذت مكانها في مقاومة كوباني التاريخية دون أن تتوقف لحظة واحدة. وبهذه الطريقة، أصبحت واعية بقيم حرية المرأة وكان لها دور ومهام كبيرة في تطوير وحدات حماية المرأة.
القيادية صورخوين هي رمز لبطولة النساء. في الحرب وفي حياتها، كانت تعبيراً عن المرأة الشجاعة وواثقة من نفسها ومخلصة. ثورة المرأة الحياة الحرية، التي قادتها جينا إيميني من شرق كردستان وإيران، وامتدت إلى العالم أجمع، تلقت شرارتها الأولى من أبطال مثل شيرين ألمهولي، جيان ماكو، صورخوين روجهلاات وزينب جلاليان. لقد أظهرت كل واحدة من هؤلاء النساء البطلات، بشجاعة كبيرة وتضحيات أكبر الطريق إلى الحرية لنساء الشرق وبلاد فارس ولجميع النساء.
ومؤخراً، تولت القيادية صورخوين مهاماً هامة و أخذت مكانها كقيادة لكونفدراسيون شمال و شرق سوريا لرفاقها من جرحى الثورة. كانت الرفيقة صورخوين تتميز بوعي عميق، أصبحت مصدر القوة والروح المعنوية لكل رفاقها. لم تقتصر على أنشطة الرفاق الجرحى، بل بذلت قصارى جهدها لإيجاد الحلول للمشاكل وتطوير الشعب والمرأة، وبهذا أخذت مكانها في قلوب الشعب و النساء.
الرفيقة آزادي ديريك (أمينة سيد أحمد) ولدت عام 1982 في مدينة ديريك حمكو. نشأت الرفيقة آزادي في عائلة وطنية. وعندما اندلعت شرارة الثورة في غرب الوطن، انضمت إلى صفوف الثورة وأخذت مكانها في وحدات حماية المرأة منذ البداية. لقد ناضلت الرفيقة آزادي من أجل حرية شعبها دون تردد بموقفها المخلص. منذ بداية الثورة وحتى آخر لحظة، لقد كان لا بد من التعمق في خط الدفاع المشروع. واستنادا إلى مبادئ حرب الشعب الثورية، قادت حرب الحرية كقيادية وبموقفها المتواضع، أصبحت مثالاً لكفاح المرأة الحرة. لعبت الرفيقة آزادي دوراً فعالا و اتخذت موقفاً واضحاً في جميع مجالات الثورة بالتزام كبير وتفاني من أجل استمرار ثورة المرأة.
وأخيرا، وبناء على اقتراحها وطلبها، انضمت رفيقتنا آزادي إلى أنشطة فدراسيون جرحى الحرب. بصفتها المسؤولة عن شؤون الرفاق، فقد بذلت جهوداً كبيرة. كما عملت مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية لحماية الجرحى وتثقيفهم وعلاجهم. بحماس كبير ومسؤولية ثورية وحب للرفاقية، اهتمت برفاقها واحداً تلو الآخر وكان لها دور كبير في تأسيس اتحاد المقاتلين القدامى في شمال و شرق سوريا. لقد خاضت الرفيقة آزادي النضال من أجل الحرية بحماس كبير في جميع مجالات الثورة.
نحن كوحدات حماية المرأة، بقيادة الرفاق مثل صورخوين وآزادي، خضنا حربًا لا مثيل لها ضد داعش، لكن الدولة التركية المحتلة لا تنتقم لداعش، باستهداف قيادات المرأة فحسب، بل تحاول إضعاف الحرب الكفاح ضد عصابات داعش، التي أصبحت آفة البشرية. بهذه الهجمات التي تعتبر جرائم حرب، وخاصة في ذكرى مؤامرة 15 فبراير، إذ إن الدولة التركية تستهدف إرادة المرأة الحرة والشعب، النساء اللاتي يعتبرن حماية مجتمعهن مبنية على فكر وفلسفة القائد آبو، فإن الدولة التركية تعتبر ذلك تهديدًا كبيرًا عليها. نحن كرفيقات صورخوين وآزادي، كوحدات حماية المرأة، نعلن أنه ضد كافة أنواع الهجمات المعادية للإنسان من قبل الدولة التركية المحتلة والفاشية، وخاصة في ذكرى المؤامرة الدولية، سنواصل نضالنا حتى بناء المستقبل والاستمرار في الحرية والسلام.
وندعو كافة نساء العالم والمؤسسات الدولية إلى عدم الصمت أمام عقلية الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية. ليس شعبنا فقط، اليوم جميع نساء وشعوب العالم مدينون لمقاومة القيادية صورخوين وآزادي. ولهذا السبب ندعو كافة حركات تحرير المرأة إلى اتخاذ موقف سياسي ضد انتهاكات الدولة التركية.
ونعاهد على الانتقام لشعبنا ولجميع النساء المحبة للحرية. فلتكن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تعلم جيدًا أن وحدات حماية المرأة هي القوة الانتقامية لهذا القرن. سنوقد دائمًا نار حرية ثورة “المرأة، الحياة، الحرية”، التي سارت عليها الرفيقتان صورخوين وآزادي اليوم، حتى تحترق كل عروش الهيمنة الرجالية. ونكرر العهد والاتفاق على الارتباط بخط الشهداء وتحقيق أحلامهم مرة أخرى.
نورد للرأي العام سجل شهدائنا كالتالي:
الاسم الحركي: صورخوين روجهلات
الاسم و النسبة: فاطمة ساكان
اسم الأم: كوزل
اسم الأب: إبراهيم
مكان و تاريخ الاستشهاد: قامشلو – 11/2/2024
الاسم الحركي: آزادي ديرك
الاسم و النسبة: أمينة سيد أحمد
إسم الأم: عالية
إسم الأب: يوسف
مكان و تاريخ الاستشهاد: قامشلو – 11/2/2024
القيادة العامة لوحدات حماية المرأة
12/2/2024
