
في 30 أغسطس 2015، تأسست “قوات حماية المرأة لبيت النهرين” في خطوة تاريخية هامة تهدف إلى تمكين النساء في شعبنا وحمايتهن، والدفاع عن حقوقهن في مختلف الميادين، سواء كانت الدفاع عن أنفسهن، أرضهن، أو شعبهن. أكَّد هذا اليوم على أنه لم يكن مجرد ذكرى عابرة، بل هو تجديد للعهد الذي يربطنا بتاريخ شعبنا المجيد ومواقفنا البطولية.
في هذا السياق، أكَّدت الرفيقة نور سريان، الممثلة في وحدات “بيت النهرين” للمرأة السريانية، على أهمية تأسيس هذه الوحدات، حيث بينت أن “هذا اليوم كان بمثابة تأكيد على أننا كنساء لسنا مجرد نساء عاديات، بل نحن جزء من قوة جماعية قادرة على كسر حاجز الخوف والصمت، وتغيير الصورة النمطية التي فرضها المجتمع حول المرأة. نحن أثبتنا أنه لا مكان للمرأة السريانية، الآشورية، الكلدانية في الظل، بل نحن في قلب معركة الوجود والمشاركة الفاعلة في الدفاع عن أرضنا وحقوقنا.”
كما بينت تجربتنا العسكرية أن القوة الحقيقية لا تقتصر فقط على السلاح، بل على الوعي، والإيمان، والالتزام بالهدف. على الصعيد الشخصي، أكَّدت لي هذه التجربة أنها منحتني شجاعة وإيمانًا بقدرتي على التأثير في مختلف المجالات العسكرية، السياسية، والاجتماعية وأكدت لي أن وجودنا كنساء هو ضرورة لا غنى عنها. هذه التجربة عزَّزت في داخلي القناعة بأن للمرأة دورًا أساسيًا في بناء معادلة متوازنة في المجتمع، مما يؤدي إلى تحقيق مجتمع ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة. على مستوى المؤسسة، كانت لحظات الفخر التي عشناها مع رفيقاتنا تؤكد على أننا قادرون على تحقيق إنجازات عظيمة معًا. تلك اللحظات التي دعمنا فيها بعضنا البعض أثبتت أن هذه القوة الحقيقية هي ما منحنا القدرة على إيصال صوت النساء إلى أماكن صنع القرار وتحقيق حقوقهن.
كما عبرت عن شعورها وقالت: شخصيًا، كان شعوري بالفخر في اللحظة التي ارتديت فيها الزي العسكري شعورًا لا يوصف. أكَّدت هذه اللحظة لي أنه لم يكن مجرد ارتداء زي عسكري، بل كان تحديًا للمفاهيم التقليدية التي تختزل دور المرأة في المجتمع إلى المنزل أو الأعمال المدنية فقط. وكوننا اخترنا أن نكون في الصفوف الأمامية جنبًا إلى جنب مع المقاتلين في المعركة من أجل حقوقنا وكرامتنا.
ووجهت رسالتها قائلة رسالتنا اليوم إلى العالم هي أنه من الضروري أن تكون المرأة جزءًا أساسيًا في جميع مفاصل الدولة والمجتمع، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو المجالات العسكرية. إن مشاركتنا أكَّدت على أنها السبيل لتحقيق التوازن الذي يحتاجه المجتمع والدولة. نحن، نساء قوات حماية المرأة لبيت النهرين، سنظل ثابتات على دربنا حتى نصل إلى يوم تتحقق فيه العدالة والمساواة، وتتمكن كل امرأة من العيش بحرية وكرامة في مجتمع يُقدر دورها الفاعل.
المركز الإعلامي لوحدات حماية المرأة
31.08.2025



