2025الصوربياناتفيديو

إلى شعبنا والرأي العام

شعب كردستان على طريق الثورة قد ضحّى بالعديد من أبنائه الأوفياء والأبطال، وما زال حتى اليوم الكثير من النساء والرجال المخلصين لهذه الأرض يضحّون بأنفسهم. يقول قائد الشعب الكردي على شهداء الأرض المقدّسة: نحن نتشبّث بشهدائنا ونعشق ترابهم. مع كل شهادة تُعطى لنا عهد، ونحن نثبت عهودنا بخطواتٍ قوية ونسير في كفاحنا قدماً. ونحن كطلّاب للقائد عبد الله أوجلان ورفاق موثوقين للشهداء الأبطال نجدد عهدنا مع شهدائنا ونقول: الشهيد هو قائد طريقنا، وثمار التضحيات والفداء التي قدّمُوها ستقودنا إلى النصر، وسنحقّق نموذج قائدنا أوجلان.

في المقام نفسه، نحن من قيادة أوجلان ومن عائلته العزيزة والوطنية نحيّي بكل إخلاص كل شعوبنا المحبة للحرية. في قلب الثورة لا شيء يهدر؛ فكل شيء ذو قيمة بالنسبة لنا. بشهادة كل امرأة مقاومة ووفية، يقفن في صدارة الشرف والكرامة للشهداء ويشاركن في الكفاح المشترك من أجل الحرية والمساواة.

استشهدت رفيقتنا دليلة ديرسيم المعروفة باسم نازان أغيرمان من منطقة ماردين يوم 11 كانون الأول 2025 وذلك في هجوم لطائرة استطلاعية تابعة للدولة التركية المعتدية. نحن نتذكّر رفيقتنا دليلة بكل احترام وامتنان ونضع أجسادنا أمام عظمتها وقدسيتها. في شخصيتها تُجسِّد كل شهداء الثورة، ونكرّر وفاءنا لهم. لتكون عائلة رفيقتنا الوطنية ورفيقة الكفاح دليلة فخورة ومشرِّفة؛ فهي قد كرّست حياتها منذ البداية لكفاح قضية الحرية وكانت رمزاً للمقاومة في ثورة روجافا وحتى اليوم رمزاً للنضال من أجل الحرية للنساء ولجميع الإنسانية.

الرفيقة دليلة، كفتاة كردية من عائلة وطنية في مدينة ماردين، وُلِدت عام 1989. عُرفت عائلة أغيرمان بالقيم الوطنية والثقافة الكردية. عائلة رفيقتنا دليلة نشأت في سياق وجود وغربة الشعب الكردي وقد عرَّفتها على قضية الحرية؛ إنها عائلة لعبت دوراً مهماً منذ بداية صعود الحركة الكردية. وكما كل شعبنا المحب للحرية اختبرت ضغوطاً كبيرة من الأعداء، وبسبب تلك الضغوط اضطرت عائلة رفيقتنا إلى التهجير.

عاشت الرفيقة دليلة سنواتٍ طويلة ملتزمة بالوطن الكردي؛ رغم ابتعادها عن الوطن ووجودها في قلب النظام الرأسمالي لم تتخلَّ أبداً عن ثقافتها ولغتها. أما أحلامها فكانت مرتبطة دوماً بوطنها؛ ففي عام 2009 عادت مع أختها لتحقيق حلمها والوصول إلى جبال كردستان. ومع رؤية الوطن كانت تشارك بحماس كبير في كل الأعمال والنشاطات، وكانت تقود رفاقها في أصعب المواقف. في كل مراحل حياتها كانت تولد نفسها من جديد على هذه الأرض المقدّسة، وكانت مقاتلة وقائدة حقيقية تكافح بلا توقف. كانت طباعها أصيلة وشفافة، وكانت كالبحر العميق الذي يحمل في أعماقه فكر القيادة. رفيقتنا دليلة، قائدةٌ للحرية، كانت في حياتها فدائية ومضحّية في حربها؛ في كل المهام التي تولَّتها حقّقت نجاحاً مؤكّداً، وكانت دائماً مخلصة لقائدها ولم تقبل أي إخفاق شخصي. كانت أفكارها دائماً متوافقة مع المجتمع الديمقراطي والحر بقيادة أوجلان. بعد سنواتٍ طويلة من الكفاح المتواصل انطلقت رفيقتنا دليلة من جبال الحرية إلى روجافا كردستان حيث رأت وحدة كل كردستان وكل النساء.

في أصعب اللحظات، كشابةٍ وضعت حياتها في سبيل رفع أعلام الثورة وواجهت خطر داعش على روجافا وكافة الإنسانية، وكانت شعلة نار أمام المعتدين. في المرحلة الأولى تم القضاء على داعش جزئياً، لكن رفيقتنا ورفاقها استمرّوا في مواجهة الخطر. كانت مقاتلة وقائدة في العديد من العمليات من كوباني إلى الرقة، وكانت مثالاً للالتزام بميراث الشهداء.

كانت معركة رفيقتنا دليلة في معركة سد تشرين رمزاً للمقاومة المشتركة للشعب الثائر؛ من عمر 7 سنوات إلى 70 سنة، كل من ضحّى بنفسه من أجل كرامته وكرامة شعبه كان مفتاحاً للسلام. كانت رفيقتنا من المقاتلات اللاتي قاتلنَ بثباتٍ في سد تشرين وحقّقنَ انتصاراتٍ في ماردين. نحن كقوات حماية نرفع الشهادة البطولية لشعبنا بفخر ونعاهد أنَّنا لن نتوقف عن نضالنا حتى نحقق الانتصار على الأرض الطيبة للإنسانية، ولن نتخلّى عن قائدنا الحر. نكرر تحياتنا لعائلة رفيقتنا ولكل الشعوب المظلومة.

                                                                              التحيةوالأحترام  الثوري  

                                                                                        15.10.2025

                                                                    القيادة العامة لوحدات حماية المرأة 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى