يقول القائد آبو: “شجرة الثورة تُروى بالدم”. كل ثورة تُبنى على قيادة أبطال الشعب. واليوم، اتخذت ثورة غرب كردستان شكل امرأة حرّة في جميع أنحاء العالم. لا تحمل ثورة غرب كردستان في طيّاتها وجود الأكراد والعرب والأرمن والدروز فحسب، بل أيضاً وجود جميع الشعوب الساعية إلى الحرية. وبالنسبة لهذا النظام الرأسمالي، تُعتبر ثورة المرأة، أو ثورة الحداثة الديمقراطية، تهديداً كبيراً. أولئك الذين يدركون نموذج القائد آبو يتجهون إلى هذه الأراضي حيث تصبح فلسفة “المرأة تعيش الحرية” واقعاً حيّاً. وبفضل القائد آبو، تُعيد المرأة خلق نفسها على هذه الأراضي المقدّسة، بالمعنى الفلسفي للحياة الحرة.
تنتهك القوى الإمبريالية والمحتلة، من أجل إقامة نظامها العالمي في الشرق الأوسط وكردستان، جميع حقوق الشعوب المضطهدة والمظلومة. وفي كل مرة، وتحت مسمى مختلف ولكن بالعقلية المهيمنة نفسها، تنفذ هجمات لا هوادة فيها على المناطق الثورية. رداً على هذه الهجمات، يكتب شهداؤنا ملاحم الحرية كل يوم عبر مقاومة شجاعة. وفي أحدث هجوم نفذته قوات هيئة تحرير الشام والعصابات المحتلة على مناطقنا في نوفمبر 2024، واجهت مناطقنا مقاومة ملحمية. كان هذا المفهوم من الهجوم الاحتلالي قد بدأ من عفرين وسري كانيه، وكان هدف هذه القوات احتلال جميع مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا. ومع ذلك، فضّل مقاتلونا وقادتنا الشجعان خط المقاومة في وجه جميع أنواع الهجمات، ولم يقبلوا الاستسلام.
اختارت رفيقتنا زينب تكوشَر طريق المقاومة في منبج، رغم كل مطالب العدو بالاستسلام، وأصبحت بيريتان العصر. قاومت رفيقتنا العدو المتعطش للدماء بعزيمة لا تلين، ورغم كل أنواع الهجمات الاحتلالية، قاتلت حتى آخر رمق، ونالت شرف الشهادة. نتقدم بأحرّ التعازي لعائلة رفيقتنا الوطنية، ولجميع أبناء شعبنا المخلصين لقضية الحرية. لولا زينب بيريتان، رمز المقاومة، لما استطعنا مواصلة النضال والعيش على هذه الأرض المقدّسة بهويتنا الحرة.
تنحدر عائلة رفيقتنا من مدينة ماردين. نشأت رفيقتنا على قصص المقاومة وثقافة الوطنية، وبدأت رحلتها بشخصية بطلة مخلصة. لقد قسّمت الدول المحتلة كردستان إلى أربعة أجزاء عبر سياسات الإبادة الجماعية، ورسمت حدوداً باطلة بين المدن. وعلى الرغم من هذه الحدود، اتجهت رفيقتنا من قامشلو إلى ساحات الثورة عام 2022، محطّمةً هذه الحدود المصطنعة بنضالها. تكتشف حقيقة عدوها في ثورة المرأة. وفي هذه المقاومة الدؤوبة، تتعرّف على العديد من رائدات الثورة، وترغب في نقل أحلامهن وتطلعاتهن إلى نضالها الخاص. تنغمس تدريجياً في فلسفة القائد، وتدرس هوية المرأة الحرة، وتسعى إلى بلوغ معاييرها، ولهذا تشارك بإخلاص أينما وُجدت.
تُشكّل رفيقتنا شخصيتها وحياتها كل يوم بأفكار القائد آبو. وتصبح أكثر شجاعة من خلال تلقي التدريب الأيديولوجي والعسكري، وتكتسب خبرات كبيرة، وتتولى دور الريادة بين رفاقها. وعلى الرغم من صغر سنها، تشارك في العديد من المهام الثورية باقتراحاتها ومبادراتها. وعندما تحركت الدولة التركية وعصاباتها لغزو مدينة منبج، واجههم القادة ومقاتلو الحرية بمقاومة باسلة. وفي هذه الحرب الشرسة، قاتلت رفيقتنا زينب، رغم إصابتها بجروح خطيرة، إلى جانب رفيقتها نسرين جيا، حتى آخر رصاصة. إننا مدينون لمثل هذه الشخصيات التي تمكّننا، كنساء اليوم، من مواصلة النضال من أجل الحرية دون توقف.
وكرفاق درب لهؤلاء الشهداء، نؤكد التزامنا بهم، ونؤكد أن شهداءنا خالدون وأن نضالهم سيستمر، ولن نتخلى عن طريق الحرية حتى نحقق أحلامهم وطموحاتهم. نعيد تجديد عهدنا للشهداء بكل إخلاص، ونؤكد أن ذكراهم ستظل خالدة في نضالنا.
مع التحيات الثورية
03.11.2025
القيادة العامة لوحدات حماية المرأة
