إلى شعبنا والرأي العام

ديسمبر 18, 2024

307 قرأ منذ دقيقة

لقد استشهدت مقاتلتانا أرجين مروان وزينب ولات في معركة قرقوزاخ ضد مرتزقة الدولة التركية الغازية، حيث قاتلتا بشجاعة حتى نالتا الشهادة.

في 27 من تشرين الثاني، بدأت قوات المرتزقة التركية في سوريا بالتحرك، ونتيجة لذلك تم الإطاحة بنظام البعث المتمركز، لكن المرتزقة استمروا في الهجمات، والاعتداءات، والتعذيب، والنهب، والقتل. في مواجهة هذا الوضع، تصدّت قوات حماية الشعب في شمال وشرق سوريا للهجمات، وأظهرت مقاومة عظيمة، وخصوصاً على جبهة قرقوزاخ وسد تشرين، حيث تعرض مقاتلونا الأحرار لعدة هجمات جوية وميدانية من قبل الدولة التركية ومرتزقتها. لكنهم رغم ذلك، كانوا واثقين ومصمِّمين على حماية ثورتهم.

رفيقتانا زينب ولات وأرجين رشيد مروان نالتا الشهادة في 8 كانون الأول إثر هجوم بالطائرات المسيرة من قبل الدولة التركية الفاشية.

برفين محمد، الملقبة بأرجين رشيد مروان، وزينب محمد، الملقبة بزينب ولات، كانتا امرأتين مناضلتين من أجل الحرية. ضحتا بحياتهما للدفاع عن أرضهما وبلدهما ضد هجمات المرتزقة التابعة للدولة الفاشية التركية في جبهة قرقوزاخ. ضحّتا بأنفسهما من أجل المساواة ووحدة الشعوب، وساهمتا في تسيير نضال كبير.

ولدت الشهيدة زينب ولات في مدينة المقاومة كوباني وتعرفت على نضال الحرية منذ صغرها. ملاحم شهداء مقاومة كوباني زينت كل لحظات حياتها، وهكذا أصبح عشق الحرية أساساً في حياتها. تأثرت بالانضمامات والشهادات الموجودة في العائلة، وفي عام 2022 انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة.

امتلأ قلب مقاتلتنا زينب ولات بمشاعر الانتقام إثر كل أنواع الهجمات والاحتلالات على وطنها. كانت واثقة حتى النهاية بالعيش بحرية ووحدة الشعوب، وعلى أساس فلسفة القائد آبو، زادت من إصرارها ومحاولتها لبناء ذاتها. استطاعت، وبفترة زمنية قصيرة، أن تبني في شخصيتها مبادئ الميليتانية، وتسير على خط المرأة الحرة التي لا تخضع، تمشي ورأسها عالياً بكل فخر ولا تقبل بالاحتلال والاستعمار. لقد أصبحت صاحبة حياة كريمة لأنها كانت تعلم أنه لا قيمة للحياة بدون حرية وكرامة. إذا كان هناك حياة، فيجب أن تُعاش بحرية، أو أن تتم التضحية في سبيل الحرية. وقد مهدت نفسها بمشاعر الحرية دون تردد أو خوف، ووجهت ضربات كبيرة للعدو في الحرب الكبيرة في قرقوزاخ.

رفيقتنا أرجين رشيد مروان، من مدينة عفرين، ولدت في عائلة وطنية. شعرت بمعنى الأرض والوطنية بعمق كشعب عفرين، ولذلك عند اندلاع الأحداث في المنطقة، اختارت أن تكون كشابة تحمل المسؤولية في صفوف الثورة، وانضمت إلى المقاومة.

بَنَت رفيقتنا أرجين مروان مسيرتها الثورية على خطى خالها الشهيد ولات عفرين، الذي حارب ضد الاحتلال في الجبال الحرة في أعوام التسعينيات بكل شجاعة واستشهد هناك، وابن خالها الشهيد ولات إيريش الذي استشهد في عام 2013. شاركت أرجين في جميع مراحل النضال الثوري في حرب تحرير الشهباء، مقاومة العصر والكرامة، ولعبت دورها كمقاتلة ميليتانية مختصة بفنون الحرب. كانت دائماً تفكر في حقيقة الحرب وهجمات العدو، وعملت جاهدة لتطوير شخصيتها في جميع ساحات الحرب، خصوصاً في الاختصاص كخبيرة ألغام، حتى تستطيع أن تناضل في كل الأوقات ضد العدو.

رفيقتنا أرجين كانت تمتلك شخصية متواضعة واجتماعية، وكانت دائماً إلى جانب رفاقها. تعلمت الحياة الثورية وعلمتها بكل تفاصيلها للآخرين. لذلك، كانت الروح الرفاقية والمبادئ الثورية دائماً في المقدمة لديها. واصلت نضالها براديكالية ولم تساوم أبداً في مسألة المبادئ. لم تكن تحارب جسدياً أمام العدو فقط، بل وسيرت حرباً قوية دون توقف ضد تأثيرات النظام. كغيرها من بين آلاف الشهداء الخالدين، نقشت اسمها في صفحات أبطال الوطن الذين لا يمكن نسيانهم أبداً.

نحن نستذكر شهداءنا الأحرار بامتنان وفخر. نقدم تعازينا لعائلات رفيقتينا أرجين رشيد مروان وزينب ولات ولكل رفاقنا، ونعاهدهم أن نواصل نضالنا حتى النهاية. في هذه الأيام التي يشهد فيها شعبنا هجمات وصعوبات كبيرة، بالأخص الهجمات الوحشية والقاسية التي تستهدف المرأة، سنستمر في مقاومتنا من أجل الحرية حتى النهاية، وسنأخذ حقنا منهم على جميع أنواع الهجمات والغزوات، وسنطلب منهم حساباً تاريخياً.

ندعو شعبنا الوطني أن يقفوا بجانب مقاتليهم أكثر من أي وقت مضى، والاستمرار في تنظيم أنفسهم على فكر حرب الشعب الثورية. كما أثبتنا مراراً وتكراراً أن حياة الحرية حتماً منتصرة، وسنستمر في هذا النضال حتى النهاية. سنري نصرنا للعالم أجمع مرة أخرى. هكذا نكون قد استطعنا أن نقدم رداً قوياً يليق بشهدائنا الأبطال، ونكون قد ثأرنا لهم وحققنا أحلامهم.

سجل رفيقتينا كالتالي: